قد لا تألف مصطلح الجريمةالإلكترونية وعليه جريمة الابتزاز الإلكتروني، لكن نحيطك علمًا بأنها من الجرائم المنتشرة في العصر الحديث.
أدى التقدم العلمي في عصر التكنولوجيا وتطور مهارات المتمرسين بها إلى كسر حاجز الأمان لهذه التقنيات المستحدثة، وسهولة اختراق بوابات الأمان التي طورتها الشركات الخاصة بها.
قد تراودك بعض الأسئلة عن الجرائم الإلكترونية عامةً وجريمة الابتزاز الإلكتروني خاصةً وعن أنواعها و أسبابها وعن مخاطر الجرائم الإلكترونية على الفرد والمجتمع، كل هذا وأكثر سنسرده لكم بالتفصيل في هذا المقال.
ما هي جريمة الابتزاز الإلكتروني؟ وما هي الجرائم المعلوماتية؟
هي جريمة تهدف إلى تهديد أمن الضحية وابتزازها بمواد لا ترغب بانتشارها خاصةً في بيئتها المحيطة، ولها مسميات عدة منها جرائم التقنية العالية وجرائم الحاسوب والإنترنت والجريمة السايبرية وجرائم أصحاب الياقات البيضاء.
غالبًا ما يكون الابتزاز لأغراض مادية ونادرًا ما يحدث لغير ذلك.
يشمل الاختراق أجهزة الحاسوب أو الشبكات المتصل بها أو كليهما ويقوم بهذه العملية أشخاص محترفين أو حتى هواة مبتدئين.
قد يتبعوا منظمات متخصصة في أمور الاختراق والتجسس أو حتى تكون مهمات فردية.
تختلف خصائص الجريمة الإلكترونية عن الجريمة التقليدية من حيث عدم توفر مسرح للجريمة واختلاف شكل الأدلة، فكلها من النوع الرقمي الذي يصعب إثباته.
يعد مصطلح الجريمة الإلكترونية مصطلحًا عامًا يشمل أنواعًا عدة من الجرائم التي تعتمد وبشكل أساسي على التكنولوجيا كما عرفه لبوكفيلدت وفنستراوستول.
لقد قدم ليوكفيلدت وآخرون قائمة ب ٢٨ جريمة بدءا من قرصنة الأنظمة الرقمية وتثبيت برامج التجسس للاحتيال باستخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والمطاردة الافتراضية .
تعريف الابتزاز في القانون السعودي
يُعرَّف الابتزاز في القانون السعودي بأنه جريمة التهديد للأشخاص من قِبل مجرمين محترفين أو هواة أو حتى منظمات، ومؤسسات مخصصة لمثل هذه الأفعال.
تعد الصور والفيديوهات هي أدوات الجريمة الأولى ومن أغراضها وأهدافها الأساسية التربح المادي بنسبة ٢٩٪
أو لهدف جنسي بنسبة ٧١٪.
إذا كنت من مقيمي المملكة العربية السعودية سواء مواطنًا أو لا، فحتمًا ستلمس الجهود التي تقوم بها المملكة لمجابهة هذه الأفعال والتصدي لها وحماية الجميع من آثارها الفجة.
أنواع جريمة الابتزاز الإلكتروني
تستهدف جريمة الابتزاز الإلكتروني أفرادًا أو منظمات لأغراض شخصية أو سياسية.
سنستعرض لكم أمثلة على الجرائم الإلكترونية بشيءٍ من التفصيل مما يوفر لكم شرح نظام الجرائم المعلوماتية أيضًا .
أولًا: جرائم خاصة بالأفراد
١. تشويه الحقائق وانتحال الشخصية: يعتمد المجرم على استدراج الضحية ومِن ثَمَّ الحصول على معلومات، وبيانات خاصة بها ويقوم بنشرها لإحداث فضائح لهم وتدمير نفسيتهم وكسب مبالغ مادية.
٢. الحث على فعل أشياء غير مشروعة:
عادةً ما ينتهي الأمر بهذا الابتزاز إلى الضغط على الضحية، وإجبارها على فعل أشياء لا ترغب بها مثل الأفعال الفاضحة، وتجارة المخدرات وغير ذلك من باقي الجرائم المعلوماتية.
ثانيًا: الجرائم التي تستهدف منظمات ومؤسسات
تشمل هذه الجرائم اختراق الشبكات الخاصة بهذه المؤسسات، وسرقة المعلومات الخاصة بها واستخدامها لأغراض شخصية بهدف المكاسب المادية.
قد تتضمن هذه الاختراقات الحصول على معلومات عن موظفيها واستغلالهم في خيانة مناصبهم لإلحاق خسائر مادية لهذه المنظمات وأيضًا لمصالح سياسية.
تمثل الجرائم المعلوماتية من هذا النوع تهديدًا جسيمًا للأمن القومي، وذلك لاتساع شبكات التجسس السياسي الذي ينعكس على اقتصاد البلاد.
تشيع جريمة الابتزاز الإلكتروني على مستوى العالم بأكمله فتصل نسبتها إلى ١٧٠٪ وهي نسبة مرتفعة للغاية، وتشير إلى ضرورة محاربة هذه الجرائم ومرتكبيها.
ثالثًا: جرائم الانتهاكات المالية (الجرائم المالية الإلكترونية)
١. سرقة الحقوق الفكرية
تشتهر عمليات رفع نسخ غير أصلية من برامج النظام الإلكتروني والتطبيقات بغرض التربح المادي، وإحداث خسائر مالية لممتلكيها الأصليين.
٢. انتهاك حسابات البنوك وبطاقات الائتمان
تعد هذه السرقات ضمن إجراءات الجرائم الإلكترونية وأشهرها، فتشمل عمليات الاحتيال المادي وتعد أكثرها ضررًا وإتلافًا للفرد والجماعات.
لا يمكن التخيل بأن هناك من يستطيع التسلل والوصول إلى جميع حساباتك المالية بكل هذه الأريحية.
رابعًا: العمليات الإرهابية
تستغل المؤسسات الإرهابية عقول الشباب الواعد، وتجندهم من أجل الحصول على معلومات دولية واختراق أنظمتهم الأمنية.
حازت الجرائم المعلوماتية وطرق مواجهتها أهمية كبيرة لدى النظام السعودي فوضع نظامًا لمكافحتها.
يتضمن هذا النظام الحد من انتشار جريمة الابتزاز الإلكتروني ومعاقبة مرتكبيها على الوجه الذي يستحقونه.
أقر مجلس وزراء المملكة العربية السعودية هذا النظام في عام 1436 هجريًا، وفرضه على مرتكبي الجرائم الآتية:
- انتهاك المواقع الإلكترونية.
- إتلاف المواقع الإلكترونية.
- التجسس على الجوالات المزودة بكاميرات والإطلاع على عورات الأشخاص.
- مشاركة المنظمات الإرهابية في عمليات التجسس والإختراق، وصنع المتفجرات.
اقرأ أيضًا: هل تعرضت إلى الابتزاز الإلكتروني من المغرب اليك رقم مكافحة الجرائم الإلكترونية في المغرب
أسباب الجرائم الإلكترونية
يرجع ارتكاب جريمة الابتزاز الإلكتروني والجرائم الإلكترونية إلى عدة عوامل وأسباب نلخصها لكم في هذه الفقرة
١. البطالة: تلعب البطالة بين الشباب دورًا هامًا في انتشار الجرائم بشكل عام، وجريمة الابتزاز الإلكتروني بشكلٍ خاص إذ أنها من النوع السهل الذي لا يحتاج سوى بعض المهارات التقنية والإلكترونية.
٢. السعي وراء الثراء بالأساليب السهلة: يسعى مجرمو الابتزاز الإلكتروني إلى السبل السهلة الأقل خطرًا والأكثر من حيث المقابل المادي، فيستطيع المحترف منهم التسلل إلى الحسابات البنكية وسرقة مبالغ طائلة دون تعب.
٣. صعوبة تنفيذ العقوبات على مرتكبي جريمة الابتزاز الإلكتروني:
يصعب التحفظ عليهم نظرًا لسهولة محو الأدلة المرتبطة بالجرائم المعلوماتية، لكن أقامت العديد من الدول وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية تشريعات جنائية تنص على تجريم هذه الانتهاكات.
٤. تدهور الأحوال الاقتصادية:
يدفع الفقر والأمية والبطالة العديد من الشباب إلى اللجوء لهذه الأفعال المخزية.
حازت جريمة الابتزاز في النظام السعودي أهمية قصوى فهو يسعى بشتى الطرق إلى حلها، ومعرفة أسبابها ليسهل التخلص منها بسهولة، ومن ضمن هذه التسهيلات وفر كتبًا عن الجرائم الإلكترونية pdf.
أهداف الجرائم الإلكترونية
هناك العديد من الأهداف لجريمة الابتزاز الإلكتروني، ومنها:
- كيفية الحصول على المعلومات المبتغاة، وتكوين قاعدة بيانية عن الضحية وأهدافها وسبل الوصول إليها.
- تعطيل الأجهزة المتصلة بالشبكة المخترقة ومحو البيانات الهامة بها.
- ابتزاز المؤسسات الكبرى بواسطة التسلل إلى أجهزتهم والحصول على معلومات قيمة تخص معاملاتهم.
- التربح غير المشروع بواسطة عمليات الاحتيال والتزوير والتجسس على بيانات كروت الائتمان.
ونحيطك علمًا بأن هذه الأهداف تختلف باختلاف أنواع الجرائم المعلوماتية.
طرق الجرائم الإلكترونية
تتعدد طرق جريمة الابتزاز الإلكتروني، فالعالم الافتراضي يبهرك بأساليبه العديدة، وفي هذه الفقرة نحيطك ببعضٍ منها:
- التخلص من المعلومات الهامة الخاصة بالأشخاص المستهدفين.
- سرقة المعلومات وما يترتب عليها من ابتزاز لممتلكيها.
- التزوير مثل اختراق قاعدة بيانات الجهات التعليمية وتزوير درجات الطلاب.
- انتهاك خصوصيات الأفراد والجماعات.
- التصنت عبر اختراق الجوالات والأنظمة الصوتية لبعض المنظمات.
- التجسس الذي يشمل اعتراض البيانات المرسلة إلى جهات معينة والتجسس عليها.
- سرقة البحوث والمقالات والكتب، وهناك قصص واقعية عن الجرائم الإلكترونية تعرض أصحابها إلى الابتزاز من قِبل مجرمين تقنيين.
- استخدام الأطفال لأغراض جنسية وهو ما يطلق عليه الابتزاز الجنسي.
- ملاحقة الفتيات وابتزازهم لإقامة علاقات غير شرعية وإجبارهم عليها.
- التحرش الجنسي بإرسال رسائل ابتزاز إلى الضحايا.
- المتاجرة بأرقام الجوالات بعد سرقتها.
المجرم المعلوماتي
نُشِر بحث عن الجرائم المعلوماتية واشتمل على صفات المجرم المعلوماتي.
نقدمها لكم في السطور التالية:
١. متخصص: إذ أنه يعمل على تركيز مهاراته الفنية والتقنية في اختراق الشبكات والحصول على المعلومات التي يريدها، والتي بدورها تسهل عليه عمليات تحسسه.
٢. محترف: نظرًا لكون عمليات التجسس بحاجة إلى إتقان مهارات التسلل والإختراق.
٣. ذكي: عادةً ما يستطيع هؤلاء المجرمين -بجانب عمليات الاختراق والتجسس- تطوير جدران حماية تقيهم من التعرف إليهم، ويعتمدون اعتمادًا أساسيًا على اختراق الثغرات دون الحاجة إلى عنف جسدي كباقي الجرائم التقليدية.
أدوات الجرائم الإلكترونية
عندما نوفر شرح نظام الجرائم المعلوماتية، فلا بد من ذكر الأدوات التي يستخدمها المجرم في تنفيذ جريمته، وهي:
- توفر شبكة إنترنت مستقرة وثابتة وقوية.
- وجود برامج وأنظمة نسخ لجلب البيانات المتواجدة على حاسوب الضحية.
- جوالات وطابعات.
- برامج تجذب الضحية لتشغيلها ومن ثَمَّ تخترق أجهزتها.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الابتزاز الإلكتروني وكيفية التعامل مع الشخص المبتز
خصائص الجريمة الإلكترونية
تختلف خصائص الجريمة الإلكترونية عن الجريمة التقليدية في النقاط الآتية:
- سهولة النيل من الضحية دون تكبد عناء أو مشقات، فيمكنك الدخول إلى تفاصيل شخص ما ومعرفة معلومات عنه وعن عمله بمجرد نقرة واحدة على الفخ الذي قد نصبته له مسبقًا، وهناك العديد من قصص جرائم المعلوماتية التي تثبت ذلك.
- قدرة الجاني على التخفي وراء شاشته التي يدير من خلفها جرائم الابتزاز الإلكتروني المدبرة من ناحيته.
- عدم تقبل المجتمعات لهذه الجرائم المعلوماتية المستحدثة.
- لا تتطلب العنف أو المجهودات البدنية.
- جريمة عابرة للحدود فيستطيع المجرم استهداف ضحيته وهما في قارتين مختلفتين.
- يستطيع المجرم محو آثار الجريمة بمنتهى السهولة بواسطة عمليات التشفير والترميز المعقدة.
أضرار الجرائم الإلكترونية
قد لا يسعنا المقال عن ذكر مخاطر وأضرار الجرائم الإلكترونية التي انتشرت مثل النار في الهشيم، وذاع صيتها فالعالم أصبح حقيقةً مثل شارع صغير يعرف ساكنيه بعضهم.
جدير بالذكر أن تكون قد سمعت عن جريمة إلكترونية حدثت في السعودية من قبل مما يجعلك تتيقن من الحد الذي وصلت إليه جريمة الابتزاز الإلكتروني وإلى أي مدى انتشرت.
ومن هذه الأضرار ما يلي:
- تذبذب الأمن العام للدولة المستهدفة وانهيارها الاقتصادي والأمني.
- تهدم العلاقات الأسرية وتطور خلافات فتاكة نظرا للمواد التي يستخدمها صناع جريمة الابتزاز الإلكتروني.
- انهيار اقتصاد البلاد وانخفاض مستويات الأشخاص الفردية.
أظهرت إحصائية -ضمن تحقيق صحفي عن الجرائم الإلكترونية- أجريت بالمملكة العربية السعودية نتائج الجرائم الإلكترونية على ظهور المشكلات الجنسية.
ومن خلال أسئلة استبيان عن الجرائم الإلكترونية وجدنا ما يلي:
- سجل دخول المواقع الجنسية 5341 شخص ونسيته 54،3٪.
- عدد الذين طلبوا المواد الإباحية 1675 ونسبته 19،2٪.
- الذين اشتركوا بالبريد الجنسي عددهم 1791 شخص ونسبتهم 18،3٪.
- عدد المنشئين للمواقع الجنسية 235 ونسبتهم 2،4٪.
- الأشخاص الذين شهروا بالآخرين عددهم 283 ونسبتهم 2،9٪.
- عدد من استخدم البروكسي لاجتياز المواقع المحجوبة 4055 ونسبتهم 41،2٪.
- من أخفوا شخصياتهم بواسطة البرامج عددهم 1660 ونسبتهم 16،9٪.
- عدد من انتحلوا شخصيات الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي 1153 ونسبتهم 11،7٪.
كل هذه الانتهاكات غير المصرح بها في بلادنا كانت من آثار الجرائم الإلكترونية.
ختامًا، قد بينا في مقالنا الفرق بين الجرائم المعلوماتية والجرائم الإلكترونية و التقليدية كي لا يلتبث الأمر على القارئ ويسعى لسد ثغرات متصفحه الأمنية.
وبينا على الأخص مواصفات جريمة الابتزاز الإلكتروني ومواصفات المجرم المرتكب لها وأضرارها ومخاطرها، وبإمكانك التصفح في موقعنا من أجل معرفة كيفية رفع دعوى جريمة إلكترونية، وأيضًا طرق الحماية من الجرائم الإلكترونية.
اقرأ أيضًا: فريق مكافحة الجرائم الإلكترونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني